إستيقاظ الملك رمسيس من الموت وانطلاقه في مهمة مطاردة “الأفعى”
في عام 2029، يتوقع العلماء مرور كويكب “أبوفيس” الخطير بالقرب من الأرض. يصل حجمه لأكبر من برج إيفل، وكان يُعتقد أنه قد يسبب اصطدامًا كارثيًا بكوكبنا. يعتزم العلماء فحص “أبوفيس” لتعزيز الدفاعات ضد الصخور الفضائية الأخرى. وأعلنت وكالة الفضاء الأوروبية عن مهمة “رمسيس” لإرسال مركبة فضائية لجمع معلومات عن الكويكب. ستكشف المهمة عن تفاصيل تركيبة الكويكب، مداره، وتأثير الجاذبية الأرضية عليه. ومن المتوقع أن يكون مرئيًا بالعين المجردة لملياري شخص. تهدف الدراسة لفهم المخاطر التي تشكلها الكويكبات وكيفية تحييدها إذا أصبحت خطرًا. استبعدت ناسا احتمال اصطدامه بالأرض حتى 100 عام قادمة على الأقل.
يرجح علماء الفضاء والفلك، أن يشهد العام 2029، مرور كويكب أبوفيس بالقرب من الأرض، وهو كويكب في الفئة الخطيرة، وحجمه أكبر من برج إيفل، وكان العلماء حتى وقت قريب يخشون أنه يمكن أن ينذر باصطدام كارثي بكوكبنا.
ويأمل العلماء الآن في فحص الكويكب “أبوفيس” (99942 أبوفيس) أثناء اقترابه منا في محاولة لتعزيز دفاعاتنا ضد الصخور الفضائية الأخرى.
وأطلق العلماء اسم “أبوفيس” على الكويكب نسبة إلى الأفعى الشريرة في الميثولوجيا المصرية القديمة، والتي تعد رمزا للشر، حيث كان يعتقد أن الصخرة الفضائية في مسار تصادمي مع الأرض.
وأعلنت وكالة الفضاء الأوروبية عن تمويل الأعمال التحضيرية لمهمة رمسيس، التي تقضي بإرسال مركبة فضائية إلى الكويكب لجمع معلومات حول حجمه وشكله وكتلته وطريقة دورانه، بينما يندفع عبر الفضاء.
ومن المقرر إطلاق رمسيس في أبريل 2028 للسماح للمركبة بالوصول إلى “أبوفيس” في فبراير 2029، أي قبل شهرين من الاقتراب الوثيق من الأرض، لمرافقته خلال هذا المسار المثير.
وستسلط المهمة أيضا الضوء على التركيبة والبنية الداخلية للكويكب “أبوفيس”، بالإضافة إلى مداره، واستكشاف كيفية تغير الكويكب أثناء مروره على بعد (32 ألف كيلومتر) من الأرض، أي نحو عُشر المسافة من كوكبنا إلى القمر، يوم الجمعة 13 أبريل 2029.
وقال الدكتور هولجر كراج، رئيس مكتب برنامج سلامة الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأوروبية إنه من غير المتوقع أن يقترب أي كويكب من الأرض قبل بضعة آلاف من السنين. وإذا كانت السماء صافية، فيجب أن تكون قادرا على رؤية أبوفيس بالعين المجردة. وسيكون ذلك ممكنا لنحو ملياري شخص في معظم أنحاء أوروبا وإفريقيا وأجزاء من آسيا.
وسوف يمر أبوفيس بالقرب من الأقمار الصناعية المستقرة بالنسبة إلى الأرض المستخدمة في البث التلفزيوني والملاحة والتنبؤ بالطقس.
وكشف كراج إنه عند تلك المسافة، سيبدأ الكويكب في التفاعل مع الأرض. وقال إن مجال الجاذبية للأرض هو الذي سيعيد تشكيل الكويكب بشكل طفيف، ما يؤدي إلى تغيير شكله، مشيرا إلى أن سحب الجاذبية يمكن أن يسبب أيضا انهيارات أرضية على سطح الكويكب.
وتابع كراج أن البيانات التي ستقدمتها مهمة رمسيس ستساعد العلماء على فهم الكويكب والمخاطر التي تشكلها مثل هذه الصخور الفضائية.
وقال: “إن هدفنا في الدفاع عن الكواكب ليس إجراء أبحاث علمية على الكويكبات، ولكن وصفها بطريقة يمكننا في يوم من الأيام أن نحيدها عندما تصبح خطيرة”.
وأفادت البروفيسورة مونيكا جرادي من الجامعة المفتوحة، أن معظم الكويكبات كانت في مدارات آمنة إلى حد ما ولم تقترب من كوكبنا، لكن الكويكبات من نوع “أبوفيس” تقترب من الأرض، وهناك احتمال أن يصطدم أحدها بالأرض في يوم من الأيام ويسبب كارثة كبرى. نعتقد أن هذا حدث قبل 65 مليون سنة، عندما تم القضاء على جميع الديناصورات”.
وبعد اكتشافه في عام 2004، أبقى “أبوفيس” العلماء مستيقظين ليلا بسبب مخاوفهم من احتمال اصطدامه بالأرض أثناء دورانه حول الشمس.
وفي حين استبعدت وكالة ناسا حدوث اصطدام مع اقتراب أبوفيس من الأرض في عامي 2029 و2036، إلا أنه في عام 2021 فقط قال الخبراء إن الاصطدام سيكون غير متوقع لمدة 100 عام قادمة على الأقل.
إرسال التعليق