إعلان جوائز مهرجان كارلوفي فاري الـ ٥٨ والجميع ينال جوائزهم

تُعبّر جميع الآراء المنشورة عن كاتبها فقط. يُنتظر إعلان الجوائز بفارغ الصبر في كل المهرجانات، مثل كارلوفي فاري السينمائي الدولي، حيث تساهم الجوائز في تعزيز الثقة لدى صناع الأفلام. بالرغم من أن البعض يتجنب التنافس ويركز على تفاعل الجمهور. هذا العام تميّزت الدورة الـ58 بجودة الأفلام وتفاعل الجمهور. لم يحصل فيلمان كان الكاتب يتوقع فوزهما على جوائز، بينما حضر المهرجان أكثر من 10 آلاف زائر معتمد، وتم عرض 453 فيلمًا، وبيعت 127325 تذكرة، مما يؤكد دور الجمهور كنجوم في هذا الحدث. الدورة الجديدة للمهرجان ستعقد يوليو 2025.

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

الجميع ينتظر إعلان الجوائز بفارغ الصبر في أي مهرجان وأي مسابقة، خصوصاً عندما يكون مهرجان في عراقة كارلوفي فاري السينمائي الدولي، وصحيح أن جوائز لجان التحكيم مهمة، معنوياً ومادياً مهما كانت قيمتها رمزية، وكذلك جوائز النقاد (الفيبريسي) لأهميتها وقيمتها التي تصب في فنية الفيلم في المقام الأول.

أحياناً البعض يتلاعب ويمارس ضغوطاته لأجل الحصول على جائزة، كما يحدث أحياناً في بعض بلدان المشرق، وطبعاً هذا لا يمكن أن يحدث في مهرجان مثل كارلوفي فاري أبداً، لكن عموماً يوجد مخرجين آخرين في مختلف أنحاء العالم يرفضون فكرة التنافس ويختارون العرض خارج المسابقة لأن ما يهمهم في المقام الأول هو تلقي الجمهور ومدى تفاعله وتجاوبه مع الفيلم.

ما سبق لا يعني أنني ضد الجوائز، على العكس أراها مهمة ومحفزة وذات دلالة كبيرة على نفوس صناع الأفلام خصوصاً إذا كانوا في بداية حياتهم ويحتاجونها للدعم النفسي والتأكيد على موهبتهم وبأنهم على الطريق الصحيح.

مع ذلك ليلة ختام الدورة الثامنة والخمسين من مهرجان كارلوفي فاري – التي امتدت في الفترة من 28 يونيو إلى 6 يوليو 2024. – كنت أفكر لبعض الوقت من النهار حول الأفلام وأستعيد أجوائها وأحاول تخمين أي منها سوف تذهب إليها الجوائز، الحقيقة أنني أعتقد أن مهمة لجان التحكيم كانت صعبة هذه الدورة لوجود أفلام عديدة كانت تستحق الجوائز، لجودتها الفنية، ولغتها السينمائية، وأفكارها، حتى وإن بدت بسيطة أحياناً، فقد كان خلف هذه البساطة مستويات أخرى متوارية من التوتر أو الخوف أو الصراع الداخلي المكبوت.

في القاعة السينمائية الكبيرة بفندق ثيرمال – التي يُقام بها الافتتاح والختام، وعدد كبير من عروض المهرجان التشيكي العريق – عندما انتهى إعلان الجوائز راودني خاطر أن هناك فيلمين اثنين كنت أتمنى كثيراً أن يحصلا على جوائز ولم يكن لهما نصيب من قرارات لجان التحكيم، الأول في المسابقة الرئيسية «كريستال جلوب» وهو الفيلم التشيكي «قتل»، لأنه فيلم شديدة الرقة والإنسانية والمتلقي يتجاوب معه عاطفياً، بتياراته التحتية الكاشفة للعديد من الأمور بين أفراد عائلة تشيكية تجتمع في احتفالها السنوي، فندرك العلاقات بينهم وبين بعض، ومخاوفهم، ومحاولات البعض إصلاح ما أفسده في علاقته مع بناته، أو زوج يسعى لاستعادة زوجته، والجد والجدة وشعورهما بالكبر، وهو يستحق مقالا خاصاً به.

الفيلم الثاني من مسابقة بروكسيما وهى المسابقة التي تم استحداثها قبل عامين لتكون بديلاً لمسابقة «شرق الغرب»، وبلغت هذا العام دورتها الثالثة، والفيلم بلغاري بعنوان «ويندلس»Windless ، ويتناول فكرة ابن يعود إلى موطن والده الذي توفي والذي لم تكن به علاقته جيده، فقد انفصل عنه هو ووالدته لعدم التوافق، ويبدو أن هذا الشاب يكتشف صورة أخرى لوالده، صورة مغايرة تماماً لما يقبع في داخله، صورة هزت عالمه، ومشاعره، وجعلته يغير قراراه الذي ذهب لتنفيذه، وهو أيضاً يستحق مقالاً آخر.

عقب إعلان الجوائز وكلمات أصحاب الحظوظ المضاعفة في تلك الليلة الممتعة والمثيرة للبهجة والتي بكي فيها البعض من صناع الأفلام وأبطالها، تم الإعلان عن موعد الدورة الجديدة من المهرجان التشيكي حيث سوف تُعقد في الفترة من ٤ يوليو إلى ١٢ يوليو ٢٠٢٥ .

المهرجان في أرقام

أما أبرز إحصائيات الدورة الثامنة والخمسين لمهرجان كارلوفي فاري السينمائى الدولي الذي ترأسه الممثل التشيكي الشهير ييري بارتوشكا – منذ ثلاثين عاماً – وواصل كاريل أوخ دوره مديرًا فنيًا، وكريستوف موخا مديرًا تنفيذيًا، وبيتر لينتيمر رئيسًا للإنتاج. فأبرز هذه الإحصائيات كالتالي:

حضر الدورة الثامنة والخمسين لمهرجان كارلوفي فاري ١٠٧٦٩ زائرًا معتمدًا. ومن بين هذا العدد، كان هناك ٨٧٢٦ شخصًا حصلوا على تذاكر المهرجان، و٤١١ مخرجًا سينمائيًا، و١٠٩٧ محترفًا سينمائيًا معتمدًا، و٥٣٥ صحفيًا.

تم عرض ٤٥٣ فيلمًا وتم بيع ١٢٧٣٢٥ تذكرة. وتم عرض ١٧٧ فيلما، منها ١٠٩ من الأفلام الروائية الطويلة، و٢٧ فيلما وثائقيا طويلا، و٤١ فيلما قصيرا. تم عرض ٣٣ فيلمًا لأول مرة عالميًا، في حين تم عرض ٨ أفلام لأول مرة على المستوى الدولي وثلاثة أخرى تم عرضها لأول مرة في أوروبا. تم تقديم ١٦٨ عرضًا شخصيًا من قبل وفود من صانعي الأفلام. تم إجراء ٩٢ عرضًا للصحافة والصناعة.

تم اعتماد مجموعة بلغ عددها ١٠٩٧ من منتجي الأفلام، ومشتري وبائعي الأفلام والموزعين ومبرمجي مهرجانات الأفلام وممثلي المؤسسات السينمائية وغيرهم من محترفي السينما. حضر المهرجان ٤٣٩ محترفًا سينمائيًا معتمدًا من الخارج.

وتم عرض إجمالي ٤١ فيلمًا ومشروعًا جديدًا قيد التطوير عبر ٦ منصات أمام إجمالي ١٣٣ مشتريًا وموزعًا، و١٢٧ مبرمجًا لمهرجانات الأفلام.

إذاً، عندما يبيع مهرجان ما يقرب من ١٢٨ ألف تذكرة – إضافة للعروض الصحافية وعروض الوفود – فهذا يُؤكد على أن الجمهور بالفعل كان نجماً وبطلاً أساسياً في مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي.

Source link

إرسال التعليق

ربما فاتتك