بحث بريطاني: حرائق الغابات تساهم في زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون
حذرت دراسة بريطانية حديثة من أن حرائق الغابات، المتزايدة بسبب تغير المناخ، أطلقت 8.6 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون بين مارس 2023 وفبراير 2024، أي 15% من الانبعاثات البشرية، وأثرت على 3.9 مليون كيلومتر مربع. رغم تراجع حرائق السافانا الأفريقية، زادت حرائق كندا تسعة أضعاف متوسط العقدين الماضيين وتسببت في إجلاء 232 ألف شخص. أمازونيا، هاواي، واليونان عانت أيضاً بشدة. الدراسة أشارت إلى زيادة احتمالية الحرائق مع ارتفاع درجة الحرارة، محذرة من استمرار المخاطر مع تزايد الانبعاثات، وأكد الباحث ماثيو جونز أن الوقت لم يفت للتقليل من المخاطر.
المملكة المتحدة – (أ ش أ)
حذرت دراسة بريطانية حديثة نُشرت اليوم الأربعاء من أن حرائق الغابات، التي أصبحت أكثر تكرارا وتدميرا بسبب تغير المناخ، قد أطلقت كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون تقدر بـ 8.6 مليار طن خلال الفترة ما بين مارس 2023 – وفبراير 2024، وهو رقم أعلى بنسبة 16% من المتوسط، ويعادل حوالي 15% من انبعاثات الغازات الدفيئة الصادرة عن البشر.. وأثرت حرائق الغابات على مساحات تصل إلى 3.9 مليون كيلومتر مربع.
وكشفت استنتاجات الطبعة الأولى من دراسة “حالة حرائق الغابات”، المنشورة في مجلة “ايرث سيستم ساينس داتا” – التي أجرتها جامعة إيست أنجليا ومؤسسات أخرى مقرها في بريطانيا ، والتي من المقرر تحديثها كل عام – أن تراجع الحرائق في مناطق سهول السافانا الأفريقية منع الفترة ما بين 2023 و2024 من تحطيم رقم قياسي جديد لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون على المستوى العالمي.
وبلغت الانبعاثات الناجمة عن حرائق الغابات الشمالية في كندا أكثر من تسعة أضعاف المتوسط خلال العقدين الماضيين ، وساهمت في ما يقرب من ربع الانبعاثات العالمية .. وذكرت الدراسة أيضًا أنه “تم إجلاء أكثر من 232 ألف شخص في كندا وحدها، مما يسلط الضوء على خطورة التأثير البشري”.
وعانت مناطق أخرى بشكل خاص، ولا سيما في منطقة الأمازون (البرازيل وبوليفيا وبيرو وفنزويلا) وهاواي واليونان من الحرائق.
وقال ماثيو جونز من جامعة إيست أنجليا، المعد الرئيسي للتقرير ” العام الماضي، تسببت الحرائق في مقتل أشخاص، وتدمير المنازل والبنية التحتية، وتسببت في عمليات إجلاء جماعية، وهددت سبل العيش وألحقت أضرارًا بالنظم البيئية الحيوية” .. معربا عن أسفه قائلا “أصبحت هذه الحرائق أكثر تواتراً وشدة مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، ويعاني المجتمع والبيئة من العواقب”.
وخلص معدو التقرير إلى أن تغير المناخ قد زاد من احتمالية أن تكون الظروف الجوية مؤدية لانتشار هذه الحرائق، فضلا عن المناطق المحروقة والحرائق الشديدة .. ووفقا لحساباتهم، فإن ارتفاع درجة حرارة الأرض الناجم عن أنشطة بشرية، على سبيل المثال، أدى إلى زيادة احتمالات الظروف الجوية المؤدية إلى اندلاع الحرائق في غرب الأمازون بنحو 20 مرة على الأقل.
وبالنظر إلى المستقبل، فإن اندلاع مثل هذه الحرائق سوف تصبح أكثر ترجيحا إذا استمرت البشرية في إطلاق الكثير من الغازات الدفيئة ، لذا أكد ماثيو – خلال المؤتمر – أنه “يمكن التقليل من المخاطر.. لم يفت الأوان بعد”.
ووفقا لدراسة نشرت في يونيو في مجلة “نايتشور ايكولوجي اند ايفولوشين” فإن تكرار حرائق الغابات الشديدة، الأكثر تدميرا وتلوثا، تضاعف في جميع أنحاء العالم على مدى السنوات العشرين الماضية، بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض الناجم عن النشاط البشري.
إرسال التعليق