تفسير مراحل صعود النبي في المعراج ومشاهداته في السماء

رحلة الإسراء والمعراج كانت اختبارًا للمسلمين وثقة في الإيمان، وهي فرصة لرؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- عجائب القدرة الإلهية. النبي ركب البُراق مع جبريل إلى بيت المقدس حيث التقى بالأنبياء، وبدأت رحلة الصعود عبر السماوات السبع: التقى بآدم في السماء الأولى، عيسى ويحيى في الثانية، يوسف في الثالثة، إدريس في الرابعة، هارون في الخامسة، موسى في السادسة، وإبراهيم في السابعة بجانب البيت المعمور. وصل إلى سدرة المنتهى ورأى جبريل بصورته الحقيقية. فرضت خمسون صلاة والتي خُففت إلى خمس. خلال الرحلة شهد الجنّة ونهر الكوثر وعذابات جهنم.

كتب-محمد قادوس:

ما هي مراحل صعود النبي- صلى الله عليه وسلم-أثناء معراجه إلى السماء وماذا رأي النبي؟.. سؤال تلقاه مصراوي وعرضه على الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، والذي قال في رده إن رحلة الإسراء والمعراج لهي اختبار حقيقي للمسلمين في إيمانهم ويقينهم، وفرصة لمشاهدة النبي-صلى الله عليه وسلم- عجائب القدرة الإلهية، والوقوف على حقيقة المعاني الغيبيّة، والتشريف بمناجاة الله في موطنٍ لم يصل إليه بشرٌ قطّ.

وأضاف الداعية الإسلامي ان سيدنا جبريل عليه السلام جاء بالبراق، وهي دابّة عجيبة فوق الحمار ودون البغل تضع حافرها عند منتهى بصرها ، فركبه النبي – صلى الله عليه وسلم – وانطلقا معاً ، إلى بيت المقدس .

وفي هذه المدينة المباركة كان للنبي – صلى الله عليه وسلم – موعدٌ للقاء إخوانه من الأنبياء عليهم السلام.

ومن هناك بدأت رحلة المعراج وهي الصعود في الفضاء وتجاوز السماوات السبع ، وكان جبريل عليه السلام يطلب الإذن بالدخول عند الوصول إلى كلّ سماءٍ ، فيؤذن له وسط ترحيب شديد من الملائكة بقدوم سيد الخلق وإمام الأنبياء – صلى الله عليه وسلم -.

وشرح علي في رده لمصراوي، مراحل صعود النبي إلى السماء، وكانت:

* النبي- صلى الله عليه وسلم- التقى بآدم عليه السلام في السماء الدنيا فتبادلا السلام والتحيّة ، ثم دعا آدم له بخيرٍ ، وقد رآه النبي – صلى الله عليه وسلم – جالساً وعن يمينه وشماله أرواح ذريّته ، فإذا التفت عن يمينه ضحك ، وإذا التفت عن شماله بكى ، فسأل النبي – صلى الله عليه وسلم – جبريل عن الذي رآه ، فذكر له أنّ أولئك الذين كانوا عن يمينه هم أهل الجنّة من ذرّيّته فيسعد برؤيتهم ، والذين عن شماله هم أهل النار فيحزن لرؤيتهم .

* صعد النبي– صلى الله عليه وسلم – السماء الثانية ليلتقي بسيدنا عيسى و يحيى عليهما السلام ، فاستقبلاهُ أحسن استقبالٍ وقالا : ” مرحباً بالأخ الصالح والنبيّ الصالح “.

* في السماء الثالثة رأى يوسف عليه السلام فسلّم عليه ، وقد وصفه عليه الصلاة والسلام بقوله : ( ..وإذا هو قد أعطي شطر الحسن )

* التقى بأخيه إدريس عليه السلام في السماء الرابعة.

* وبعده هارون عليه السلام في السماء الخامسة

* في السادسة رأى موسى وفي السابعة رأى إبراهيم عليه السلام مُسنِداً ظهره إلى البيت المعمور – كعبة أهل السماء – الذي يدخله كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة لا يعودون إليه أبداً ، وهناك استقبل إبراهيم عليه السلام النبي – صلى الله عليه وسلم – ودعا له ، ثم قال : ( يا محمد ، أقرئ أمتك مني السلام ، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة ، عذبة الماء ، وأنها قيعان ، وأن غراسها : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ).

* ثم صعد جبريل عليه السلام بالنبي-صلى الله عليه وسلم- إلى سدرة المنتهى ، وهي شجرةٌ عظيمة القدر كبيرة الحجم ، ثمارها تُشبه قلال هجر، وأوراقها مثل آذان الفيلة ، ومن تحتها تجري الأنهار ، وهناك رأى النبي– صلى الله عليه وسلم – جبريل عليه السلام على صورته الملائكيّة وله ستمائة جناح ، ما بين كل جناح والآخر كما بين السماء والأرض يتساقط منها الدرّ والياقوت .

ثم تشرّف بلقاء الله والوقوف بين يديه ومناجاته، ففرض عليه خمسين صلاة في اليوم والليلة، فلما فرغ من لقاء الله مرّ في طريق نزوله بموسى عليه السلام ، فلما رآه سأله : ( بم أمرك ؟ ) ، فقال له : ( بخمسين صلاة كل يوم ) ، فقال موسى عليه السلام : ( أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم ، وإني والله قد جربت الناس قبلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ) ، فعاد النبي صلى الله عليه وسلم – إلى ربّه يستأذنه في التخفيف فأسقط عنه بعض الصلوات ، فرجع إلى موسى عليه السلام وأخبره ، فأشار عليه بالعودة وطلب التخفيف مرّةً أخرى ، وتكرّر المشهد عدّة مرّات حتى وصل العدد إلى خمس صلواتٍ في اليوم والليلة ، واستحى النبي – صلى الله عليه وسلّم أن يسأل ربّه أكثر من ذلك ، ثم أمضى الله عزّ وجل الأمر بهذه الصلوات وجعلها بأجر خمسين صلاة .

وقد شاهد النبي – صلى الله عليه وسلم – في هذه الرحلة الجنّة ونعيمها ، ورأى نهر الكوثر ، وهو نهرٌ أعطاه الله لنبيّه إكراماً له ، حافّتاه والحصى الذي في قعره من اللؤلؤ ، وتربته من المسك ، وكان عليه الصلاة والسلام كلما مرّ بملأ من الملائكة قالوا له : ” يا محمد ، مر أمتك بالحجامة “.

كذلك رأى أحوال الذين يعذّبون في نار جهنّم ، فرأى أقواماً لهم أظفار من نحاس يجرحون بها وجوههم وصدورهم ، فسأل جبريل عنهم فقال : ” هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ، ويقعون في أعراضهم ” ، ورأى أيضاً أقواماً تقطّع ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار ، فقال له جبريل عليه السلام : ” هؤلاء خطباء أمتك من أهل الدنيا ، كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب ، أفلا يعقلون ؟

ورأى شجرة الزقوم ورأى مالك خازن النار، ورأى المرأة المؤمنة التي كانت تمشط شعر ابنة فرعون ، ورفضت أن تكفر بالله فأحرقها فرعون بالنار ، ورأى الدجّال على صورته ، أجعد الشعر ، أعور العين ، عظيم الجثّة ، أحمر البشرة ، مكتوب بين عينيه ” كافر ” .

Source link

إرسال التعليق

ربما فاتتك