هل لاحتفال المولد النبوي أصل ديني؟.. الإفتاء توضح
نشرت دار الإفتاء المصرية ضمن حملتها “قالوا وقلنا” ردًا على تساؤل حول قراءة قصة المولد النبوي من الصحابة، مؤكدة أن السؤال يوهم الناس بعدم وجود أصل لهذا الأمر في عصر النبي. وأوضحت أن قصة المولد النبوي هي جزء من سيرة النبي تتضمن فترة الحمل والمولد ومعجزاته وصفاته، وهو نوع من ذكر محاسنه، وله أصل ديني، حيث مدحه الله في القرآن ومدح النبي نفسه ومدحه الصحابة. وبهذا لا مانع من سرد القصة وذكرها في يوم ميلاده، مستشهدة بأعمال علماء كابن دحية والسيوطي وابن كثير في هذا المجال.
كتب – علي شبل:
في إطار حملة دار الإفتاء المصرية “قالوا وقلنا” بهدف نشر التوعية والتنوير عبر صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت الدار ردها على من يقول: مَن الذي كان يقرأ المولد من الصحابة؟
وفي ردها، قالت الإفتاء: إن طرح السؤال بهذه الطريقة فيه إيهام شديد على عوام الناس بأن قصة المولد النبوي الشريف لم يكن لها أصل في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والحق أن يقال: هل قصة المولد النبوي لها أصل في الدين؟
وتجيب الدار، قائلة: إن قصة المولد النبوي الشريف ما هي إلا سرد خالص لجزء من سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هذا الجزء متعلق بفترة زمنية تبدأ من إرهاصات (ممهدات) مولده الشريف مرورًا بذِكر معجزات وقعت في فترة حمل السيدة آمنة رضي الله عنها به صلى الله عليه وآله وسلم وختامًا بذِكر لحظة مولده المبارك مع ذكر مجموعة من صفاته وكمالاته البشرية، ما يجعلنا نقول إن قصة المولد بشكل عام نوع من ذكر محاسنه وشمائله ومعجزاته صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا له أصل عظيم في الدين، فقد مدحه الله تعالى فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، وقد مدح نفسه فقال: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر»، ومدحه جمع من الصحابة رضي الله عنهم ولم ينكر النبي على أحد منهم ذلك، مثل سيدنا حسان بن ثابت وكعب بن زهير وأم معبد والعباس عم النبي، وهذا مما لا يخفى على أحدٍ.
وختمت الإفتاء ردها بالتأكيد على أنه ما دامت قصة المولد بهذه الحال، فما المانع من ذِكرها وسردها في يوم مولده المنيف؛ وقد ألَّف فيها جماعةٌ من العلماء الذين لا يشق لهم غبار؛ ومنهم: الحُفَّاظ: ابن دحية، والعز، والعلائي، والعراقي، وابن ناصر الدين الدمشقي، والناجي، والسيوطي، وابن كثير.
اقرأ المزيد:
ما حكم الصلاة بالفانلة الحمالات في الحر الشديد؟.. أمين الفتوى يجيب
تكفّل الله بحفظ القرآن فلماذا لم يتكفل بحفظ الكتب المقدسة الأخرى؟.. علي جمعة يرد
إرسال التعليق