بداية صراع إقليمي: سيناريو الضربة الأولى لإسرائيل على اليمن
مساء السبت، هاجمت إسرائيل ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون في اليمن، ردا على هجوم بطائرة مسيرة استهدف تل أبيب وأسفر عن مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين. الهجوم أشعل حرائق وأسفر عن قتلى وجرحى. يُنذر التصعيد ببداية صراع إقليمي وسط استمرار العدوان على غزة وتصاعد الصراع على الجبهات الإقليمية. إسرائيل استهدفت منشآت مدنية ومستودعات نفطية ومحطة كهرباء بالحديدة. في المقابل، الحوثيون وحلفاؤهم في لبنان توعدوا بالرد، ما زاد التوتر في المنطقة. الوضع في إسرائيل متوتر، والشوارع خالية خوفا من رد الحوثيين المتوقع.
وكالات
مساء السبت تفاجأ الحوثيون بهجوم إسرائيل على ميناء الحديدة الذي يسيطرون عليه في اليمن، ردا على ضربتهم التي استهدفت مدينة تل أبيب بالأراضي المحتلة فجر الجمعة، والتي أسفرت عن مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين.
الضربة التي وُصفت بأنها من الممكن أن تكون الشرارة الأولى لبداية صراع إقليمي في ظل استمرار العدوان على غزة والذي يتصاعد يومًا بعد يوم، إضافة إلى تصاعد الصراع على الجبهة الجنوبية في لبنان واليوم فتحت إسرائيل جبهة جديدة بعد ضربها لميناء الحديدة.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي وقناة المسيرة الإخبارية التي يديرها الحوثيون، إن إسرائيل نفذت السبت، غارات جوية على مدينة الحديدة الساحلية في اليمن تسيطر عليها جماعة الحوثي المسلحة، في هجوم أشعل حرائق هائلة وتسبب في سقوط قتلى وجرحى.
جاء الهجوم بعد يوم من إعلان جماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عن هجوم نادر بطائرة مسيرة على تل أبيب، أسفر عن مقتل شخص وضرب على بعد ياردات فقط من مكتب فرعي بالسفارة الأمريكية.
وقال بيان مقتضب لجيش الاحتلال الإسرائيلي يوم السبت، إن طائراته قصفت أهدافا عسكرية لنظام الحوثي في ميناء الحديدة ردا على مئات الهجمات، التي نفذت ضد إسرائيل في الأشهر الأخيرة.
وتمت الموافقة على ضربات الحديدة في اجتماع طارئ نادر لمجلس الوزراء يوم السبت، تم الدعوة إليه بعد الظهر، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية، وحسبما نقلته واشنطن بوست.
تشن الولايات المتحدة وبريطانيا غارات جوية في اليمن منذ شهور، في محاولة فاشلة لإنهاء هجمات الحوثيين على الحركة البحرية في البحر الأحمر. لكن هجوم إسرائيل السبت يُبشر ببداية صراع إقليمي في المنطقة وفقا لما ذكرته واشنطن بوست الأمريكية في تقرير لها.
صاغ الحوثيون هجماتهم، وكثير منها على السفن التجارية في البحر الأحمر، على أنها تهدف إلى إنهاء الهجوم الإسرائيلي في غزة. وقال محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين على قناة إكس إن الضربات يوم السبت: “لن تردع الشعب اليمني أو قواته المسلحة الشجاعة، بل ستزيد فقط من تصميمه وصموده في دعم غزة”.
وأضاف أن: “الهجمات الإسرائيلية استهدفت منشآت مدنية ومستودعات نفطية ومحطة كهرباء في الحديدة”، المدينة الفقيرة التي تعمل بمثابة شريان حياة للواردات إلى شمال اليمن، فضلاً عن كونها مصدرًا مهمًا لإيرادات الحوثيين،
وعلى الجانب الآخر من البحر، تسود حالة من الخوف والترقب في الشارع الإسرائيلي بعد الغارات التي نفذها الجيش ضد أهداف في اليمن مساء يوم السبت.
وتكاد شوارع المدن الإسرائيلية تكون خالية، وظهرت أولى علامات القلق من الرد الحوثي على القصف الإسرائيلي في تل أبيب حيث لم يشارك سوى بضع مئات في مظاهرات ضد نتنياهو بعد أن كان من المفترض أن يشارك بها 100 ألف شخص.
الخوف والترقب من الساعات القادمة، أكدته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية نقلا عن مصادر صرحت بأن سلاح الجو والبحرية الإسرائيليين عززا استنفارهما تحسبا لرد محتمل من اليمن عقب قصف استهدف مدينة الحديدة اليمنية.
كما أن البيانات الحوثية المتتالية وتوعدها بالرد على القصف الإسرائيلي تزيد الوضع حدة، حيث أكد أنصار الله في اليمن أن “الرد أمر لا مفر منه” وأن “إسرائيل ستدفع الثمن” والتصعيد سيقابله تصعيد.
وبالتزامن مع البيانات الحوثية، أصدر حزب الله اللبناني بيانا أكد فيه أن خطوة إسرائيل “الحمقاء” بقصف اليمن إيذان بمرحلة جديدة وخطيرة من المواجهة بالمنطقة برمتها.
وحذر حزب الله من أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت حلفائه المتمردين الحوثيين في اليمن تشكل منعطفا خطيرا بعد أكثر من 9 أشهر من التصعيد على خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس.
وفي وقت سابق اليوم أعلن الجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته قصفت مواقع تابعة للحوثيين في اليمن ردا على هجوم بطائرة بدون طيار استهدف تل أبيب يوم الجمعة أعلنت الجماعة المسؤولية عنه.
وصرح مسؤولان إقليميان بأن الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت مستودعات للغاز والنفط ومحطة كهرباء في منطقة ميناء الحديدة على البحر الأحمر في اليمن.
إرسال التعليق